أستشهاد أمام المتقين الامام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام)
أعلام القرآن » الحشـرات || النحـل || » قصـص قـرآنيـة عامـة ~~ قصة ذو القرنين ~~ » قصـص قـرآنيـة عامـة ًًٍِ أصحاب الفيل ََِِِْْ » قصـص قـرآنيـة عامـة ~ْ قصة الخضر (عليه السلام) ~ْ
1 2 3 4 5

|~ بلاغة فاطمة عليها السلام ~| صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها

http://www.alshiaclubs.com/upload/uploads/images/alshiaclubs-3f8a88906b.jpg 




][ الحمد لله نحمده ونعبده ونستغفره ونتوب إليه ][


][ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ][


][ من يهده الله فلا مُظل له ومن يظلل فلا هادي له ][


][ وأشهد ألا آله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ][



][ أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته ][


][ وأستفتحكم بالذي هو خيرٌ لي ولكم، أما بعد ؛ ][
 
 
 
http://www.alshiaclubs.com/upload/uploads/images/alshiaclubs-6218e7801b.png 
 
 
 
 
بسم الله الـرح’ـمن الرحيم


اهـلاً و سهلا بكم عُـشآق أهل البيت و رواد قسم الفكر الأسلامي و ازُور مدونتي المتواضعة


أق’ـدم لكم اليوم مـرجعآ كبيرا للبلاغة , نفحة من نفحات الرسول وبضعة المصطفى الصديقة الكبرى والبليغة الامينة , 
 
 
الصادقة المصدقة , وشاء الله من خلال متابعة الموضوع سوف تُج’ـدد عن رؤيتنا لبلاغة خير هذه الأمة , مُناسباً وقدرهم  
 
 
المعضم و سيتم توضيح ذلك وفهمه من خلال متابعة الموضوع أن شاء الله
 
 
 
 http://www.alshiaclubs.com/upload/uploads/images/alshiaclubs-5b034e2c20.png
 



   أمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين و كانت أصغر بنات رسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏  
 وآله  و أحبهن إليه و انقطع نسل رسول الله صلى‏ الله ‏عليه‏ وآله إلا من فاطمة و لم يخلف صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله من بنيه غيرها. 


مولده   
 
     ولدت بمكة يوم الجمعة العشرين من جمادى الآخرة بعد المبعث بسنتين قاله الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد قال و في رواية أخرى سنة خمس من المبعث و قال الكليني و ابن شهرآشوب ولدت بعد المبعث بخمس سنين و هو المروي عن الباقر عليه ‏السلام و هو المشهور بين أصحابنا. و في كشف الغمة عن ابن الخشاب في مواليد و وفيات أهل البيت عليهم‏السلام مرفوعا عن الباقر عليه‏السلام أنها ولدت بعد النبوة بخمس سنين و قريش تبني البيت و لعله اشتباه من الراوي أو سهو من النساخ فبناء الكعبة كان قبل النبوة لا بعدها و يدل عليه ما في مقاتل الطالبيين أنها ولدت قبل النبوة و قريش تبني الكعبة . و روى الحاكم في المستدرك و ابن عبد البر في الإستيعاب أنها ولدت سنة إحدى و أربعين من مولد النبي صلى‏الله‏عليه‏ وآله أي بعد البعثة بسنة. و في الإصابة ولدت بعد البعثة بسنة. و أكثر علماء أهل السنة تروي أنها ولدت قبل البعثة بخمس سنين و لعله وقع اشتباه من الرواة بين كلمتي قبل و بعد. 


                              كنيتها و لقبها   
 
     كانت تكنى أم أبيها و تلقب بالزهراء و بالبتول ، قال الهروي في شرح الغريبين سميت مريم بتولا لأنها تبتلت عن الرجال و سميت فاطمة بتولا لأنها تبتلت عن النظير «انتهى».


                                                             صفتها   
 
     روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أنس بن مالك و ابن شهرآشوب في المناقب عنه قال سألت أمي عن صفة فاطمة عليها السلام فقالت كانت كأنها القمر ليلة البدر أو الشمس كفرت غماما أو خرجت من السحاب و كانت بيضاء بضة أشد الناس برسول الله صلى‏ الله‏ عليه‏ وآله شبها و عن عطاء بن أبي رباح كانت فاطمة بنت رسول الله صلى‏ الله ‏عليه‏ وآله تعجن و إن قصبتها القصبة الخصلة الملتوية من الشعر. تضرب إلى الجفنة. و في كشف الغمة أن بعض الوعاظ ذكر فاطمة عليها السلام و ما وهبها الله تعالى من المزايا و الفضائل و استخفه الطرب فانشد: خجلا من نور بهجتها تتوارى الشمس بالشفق‏و حياء من شمائلها يتغطى الغصن بالورق فشق كثير من الناس ثيابهم و أوجب وصفها بكاءهم و انتحابهم (و روى) ابن عبد البر في الإستيعاب بأسانيده عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما و حديثا (و في رواية) سمتا و هديا و دلا برسول الله صلى‏ الله ‏عليه‏ وآله من فاطمة و كانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها و رحب بها كما كانت تصنع هي به و في رواية لأبي داود كان إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فقبلها و أجلسها في مجلسه و كانت إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته و أجلسته في مجلسها. (و روى) الحاكم في المستدرك بسنده عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما و حديثا من فاطمة برسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله و كانت إذا دخلت عليه رحب بها و قام إليها فأخذ بيدها فقبلها و أجلسها في مجلسه قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه (و بسنده) عن عائشة ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما و حديثا برسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله من فاطمة و كانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها و رحب بها و أخذ بيدها فأجلسها في مجلسه و كانت هي إذا دخل عليها قامت إليه مستقبلة و قبلت يده.و قال صحيح على شرط الشيخين (و جاء) في عدة روايات أن فاطمة عليها السلام أقبلت تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله شيئا (و في كشف الغمة) عن أم سلمة أم المؤمنين قالت كانت فاطمة بنت رسول الله صلى‏الله‏عليه‏ وآله أشبه الناس وجها برسول الله صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله.



http://www.alshiaclubs.com/upload/uploads/images/alshiaclubs-2842102fd2.png


خطبة فاطمة عليها السلام الاحتجاجية  
 

روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه عليهم السلام: إنه لما أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمة عليها 
السلام فدكا وبلغها ذلك... لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت دونها ملاءة فجلست ثم أنت أنة أجهش القوم لها بالبكاء، فارتج المجلس، ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله، فعاد القوم في بكائهم، فلما أمسكوا عادت في كلامها، فقالت عليها السلام:

الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدم، من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن أولاها، جم عن الإحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها واستحمد إلى الخلائق بإجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها، وأنار في التفكر معقولها، الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن الأوهام كيفيته.
ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها كونها بقدرته، وذرأها بمشيته، من غير حاجة منه إلى تكوينها، ولا فائدة له في تصويرها، إلا تثبيتا لحكمته، وتنبيها على طاعته، وإظهارا لقدرته، تعبدا لبريته وإعزازا لدعوته، ثم جعل الثواب على طاعته، ووضع العقاب على معصيته، زيادة لعباده من نقمته، وحياشة لهم إلى جنته.
وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله اختاره قبل أن أرسله، وسماه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة علما من الله تعالى بمآيل الأمور، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بموقع الأمور ابتعثه الله إتماما لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذا لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكفا على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها فأنار الله بأبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ظلمها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، فأنقذهم من الغواية، وبصرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم.

ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار، ورغبة وإيثار، فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم من تعب هذه الدار في راحة، قد حف بالملائكة الأبرار، ورضوان الرب الغفار، ومجاورة الملك الجبار، صلى الله على أبي نبيه، وأمينه، وخيرته من الخلق وصفيه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت: أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغائه إلى الأمم، زعيم حق له فيكم، وعهد قدمه إليكم، وبقية استخلفها عليكم: كتاب الله الناطق، والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع، بينة بصائره، منكشفة سرائره، منجلية ظواهره، مغتبطة به أشياعه، قائدا إلى الرضوان أتباعه، مؤد إلى النجاة استماعه، به تنال حجج الله المنورة، وعزائمه المفسرة، ومحارمه المحذرة، وبيناته الجالية، وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة.
فجعل الله الإيمان: تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة: تنزيها لكم عن الكبر، والزكاة: تزكية للنفس، ونماء في الرزق، والصيام: تثبيتا للإخلاص، والحج: تشييدا للدين، والعدل: تنسيقا للقلوب، وطاعتنا: نظاما للملة، وإمامتنا: أمانا للفرقة والجهاد: عزا للإسلام، والصبر، معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف: مصلحة للعامة، وبر الوالدين: وقاية من السخط، وصلة الأرحام: منساة في العمر ومنماة للعدد، والقصاص: حقنا للدماء، والوفاء بالنذر: تعريضا للمغفرة، وتوفية المكائيل والموازين: تغييرا للبخس، والنهي عن شرب الخمر: تنزيها عن الرجس واجتناب القذف: حجابا عن اللعنة، وترك السرقة: إيجابا بالعفة، وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه، فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماء.

ثم قالت أيها الناس اعلموا: إني فاطمة وأبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أقول عودا وبدوا، ولا أقول ما أقول غلطا، ولا أفعل ما أفعل شططا لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فإن تعزوه وتعرفوه: تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم ولنعم المعزى إليه صلى الله عليه وآله وسلم، فبلغ الرسالة، صادعا بالنذارة مائلا عن مدرجة المشركين ضاربا ثبجهم آخذا بأكظامهم داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يجف الأصنام وينكث الهام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر.

حتى تفرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين وطاح وشيظ النفاق وانحلت عقد الكفر والشقاق، وفهتم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد أذلة خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب، ومردة أهل الكتاب، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله، أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه ويخمد لهبها بسيفه، مكدودا في ذات الله، مجتهدا في أمر الله، قريبا من رسول الله، سيدا في أولياء الله، مشمرا ناصحا، مجدا، كادحا، لا تأخذه في الله لومة لائم.
وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الأخبار وتنكصون عند النزال، وتفرون من القتال، فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه، ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الأقلين وهدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم واطلع الشيطان رأسه من مغرزة هاتفا بكم فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللعزة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا، وأحشمكم فألفاكم غضابا فوسمتم غير إبلكم ووردتم غير مشربكم هذا والعهد قريب والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر، ابتدارا.
زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين، فهيهات منكم، وكيف بكم، وأني تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة، وزواجره لايحة، وأوامره واضحة، وقد خلفتموه وراء ظهوركم أرغبة عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟ بئس للظالمين بدلا، ومن يبتع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها ثم أخذتم تورون وقدتها وتهيجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، وإطفاء أنوار الدين الجلي وإهمال سنن النبي الصفي، تشربون حسوا في ارتغاء وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء ويصير منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشاء، وأنتم الآن تزعمون: أن لا إرث لنا، أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون؟! أفلا تعلمون؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية: أني ابنته.

أيها المسلمون أغلب على إرثي؟ يا بن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا إرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: ( وورث سليمان داود ) وقال: فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال: (فهب لي من لدنك ولياً ﭻ يرثني ويرث من إل يعقوب ) وقال:( وأولوا الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله ) وقال: ( يوصيكم الله في أولدكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) وقال:( إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين ).
وزعمتم: أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي، ولا رحم بيننا، أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها؟ أم هل تقولون: إن أهل ملتين لا يتوارثان؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم.

ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت: يا معشر النقيبة وأعضاد الملة وحضنة الإسلام، ما هذه الغميزة في حقي والسنة عن ظلامتي ؟ أما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبي يقول ( المرء يحفظ في ولده )؟ سرعان ما أحدثتم، وعجلان ذا إهالة ولكم طاقة بما أحاول، وقوة على ما أطلب وأزاول.
أتقولون مات محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ فخطب جليل: استوسع وهنه واستنهر فتقه وانفتق رتقه، واظلمت الأرض لغيبته، وكسفت الشمس والقمر، وانتثرت النجوم لمصيبته، وأكدت الآمال، وخشعت الجبال، وأضيع الحريم، وأزيلت الحرمة عند مماته، فتلك والله النازلة الكبرى، والمصيبة العظمى، لا مثلها نازلة، ولا بائقة عاجلة، أعلن بها كتاب الله جل ثناؤه، في أفنيتكم، وفي ممساكم، ومصبحكم، يهتف في أفنيتكم هتافا، وصراخا، وتلاوة، وألحانا، ولقبله ماحل بأنبياء الله ورسله، حكم فصل، وقضاء حتم: ( وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل أفاين مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الشاكرين ).

أيها بني قيلة أأهضم تراث أبي؟ وأنتم بمرأى مني ومسمع، ومنتدى ومجمع تلبسكم الدعوة، وتشملكم الخبرة، وأنتم ذوو العدد والعدة، والأداة والقوة وعندكم السلاح والجنة توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون، وأنتم موصوفون بالكفاح، معروفون بالخير والصلاح، والنخبة التي انتخبت، والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت، قاتلتم العرب، وتحملتم الكد والتعب، وناطحتم الأمم، وكافحتم البهم، لا نبرح أو تبرحون نأمركم فتأتمرون.

حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام، ودر حلب الأيام، وخضعت ثغرة الشرك، وسكنت فورة الإفك، وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج، واستوسق نظام الدين فأنى حزتم بعد البيان؟ وأسررتم بعد الإعلان؟ ونكصتم بعد الإقدام؟ وأشركتم بعد الإيمان؟ بؤسا لقوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم، وهموا بإخراج الرسول، وهم بدؤوكم أول مرة، أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ألا وقد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضيق من السعة، فمججتم ما وعيتم، ودسعتم الذي تسوغتم فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد.

ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وخور القناة وبثة الصدر، وتقدمة الحجة، فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر نقبة الخف باقية العار، موسومة بغضب الجبار، وشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، فبعين الله ما تفعلون وسيعلم الذين ظلموا أي مقلب ينقلبون. وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا إنا عاملون، 
 وانتظروا إنا منتظرون(1).

(1) الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 131 – 141. 

http://www.alshiaclubs.com/upload/uploads/images/alshiaclubs-a1b22b5270.png 

عمادة الموضوع :- كما في كل موضوع سيتم أن شاء الله وضع عمادة لكل سلسلة مفيدة وجميلة والكل ان شاء 

الله مفيد , وهو كتاب جميل خص به القارئ مع الموضوع متناسبا معه على أن ألقاكم في مشاريع جديدة بأذن 
 الله ....
 

 الكتاب يحتوي على محاضرات ألقاها السيد عادل العلوي في سورية قرب مرقد السيدة زينب بنت علي 

عليهما السلام، جمعها وكتبها المؤلف وأخرجها على شكل كتاب ليسهل على القراء الاستفادة مما فيه، وقد 

تحدث الكتاب عن السيدة فاطمة بنت محمد عليهما السلام وبين فيه حجيتها ومدى قربها من الله سبحانه وانها 

سر الوجود والعلة الغائية لعالم الإمكان،ثم انعطف بالكلام إلى الحديث عن السيدة زينب بنت علي عليهما 

السلام معرفا إياها ومبينا مقامها ورفعتها وسمو روحها. 

تأليف: الشيخ علي الفتلاوي



http://www.alshiaclubs.com/upload/uploads/images/alshiaclubs-6b7f92863f.png


في الختام...  أرجو ان تفيدوا وتستفيدوا من هذه السلاسل التعليمية والولائية التي قل نضيرها في التاريخ والعالم لأنها منبع من منابع السماء , جائت من طرق احداها ولله آياته وكلماته يشتبي ويصطفي لها من يشاء وهو السميع العليم .... اارجو ان القاكم على خير 
سُـبح’ـآنك اللهـم و بح’ـمدك .. تبـآرك اسمك وَ تعـآلى مج’ـدك .. و لـآ إله غ’ــيرك 


 http://www.alshiaclubs.com/upload/uploads/images/alshiaclubs-6266b4b233.png

شاركني رأيك